التعامل مع عصبية الزوج في شهر رمضان يشكل تحديًا للعديد من النساء، حيث يتأثر المزاج بفعل التغيرات الروتينية وامتناع الزوج عن التدخين والمنبهات. توجهت اختصاصية الصحة النفسية بنصائح حول كيفية التعامل مع هذه العصبية، مشددة على أهمية تجنب النقاشات الحادة والتركيز على خلق أجواء من الهدوء.
إحدى النساء أبدت اعتراضها على عصبية زوجها خلال شهر رمضان، حيث يعزف هو عن ضوضاء الحياة اليومية ويعبأ بالضغوط الاجتماعية. اتجهت هذه الزوجة إلى استراتيجية التعامل بالصمت وعدم التحريك، مع التركيز على إعداد الطعام المحبب للزوج وتجنب زيادة الطلبات الضاغطة.
وتؤكد ريان النجار أهمية عدم خوض النقاش في حال كان الزوجان غاضبين، والأفضل الابتعاد قليلا عن بعضهما البعض -باتفاق مسبق- والعودة لمناقشة الأمر بهدوء. فمناقشة المواضيع أثناء الغضب أمر غير ناجح بتاتا، ومن شأنه أن يزيد النقاش والخلاف حدة والعمل على مشاركة الزوج في تحضير الطعام يمنحه الطاقة الإيجابية إضافة إلى مشاركة المشاعر والأنشطة
ترى ريان أهمية القيام بتأدية الواجبات الدينية مع العائلة، ومشاركة الزوج والأطفال في تحضير الطعام، إضافة إلى تحضير أصناف الطعام مع ما يتماشى مع الوضع المادي، ومنها تحضير الحلويات لتخفيف الأعباء المادية، مع الأخذ برأي الزوج في نوعية الأكلات التي يشتهيها والحرص على تحضيرها.
ا لتحدث مع الزوج بعد الإفطار وإيجاد الحلول المناسبة لحالته النفسية، إضافة إلى التحدث عن الضغط النفسي الذي يعيشه الجميع جراء عدم التمكن من معرفة طريقة التعامل معه دون إزعاجه، ومحاولة الاستمتاع بقضاء وقت من الراحة بعد الإفطار، إذ يمنح هذا طاقة إيجابية للزوجين.
فمشاركة المشاعر التي نمر بها جراء الضغوط يعطينا طاقة إيجابية، وعلى الزوجة مراعاة الوضع النفسي الذي يعيشه الزوج، لأن هناك أزواجا يزداد قلقهم على صحتهم النفسية والجسدية جراء عدم التمكن من تناول أدويتهم، أو قلقهم من تدهور الصحة أثناء الصيام.
الصحة النفسية
تعد العناية بالصحة النفسية مهارة وآلية مهمة جدا تساعدنا في التعامل مع الحالة النفسية للآخر.
ويفضل الاعتماد في الطبخ على أغذية متوازنة تبعا لنظام غذائي كامل يحافظ على تخزين الطاقة خلال النهار لتفادي الشعور بالتعب والتوتر جراء الصيام.
ويفضل ممارسة الرياضة بعد الإفطار وليس قبله، وحبذا لو كانت بشكل مشترك، فللرياضة دور في تخفيف التوتر والعصبية، وهي فرصة لممارستها معا واستغلالها في قضاء وقت معا نظرا لزحمة النهار في رمضان.
عند حدوث المشاجرات والتوتر والعصبية يأتي دور الزوجة بالاستعانة بذكر الله أينما كانت
عند حدوث المشاجرات والتوتر والعصبية يأتي دور الزوجة بالاستعانة بذكر الله أينما كانت
أما الأستاذ ياسين العمري فيعتبر أن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، كما أن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالذكر الدائم هو سعادة في حد ذاتها، ومفتاح حل لكل المشاكل والمشاحنات بين الأزواج.
تسعى المرأة المسلمة بتنظيم وقتها بين عملها وأولادها وزوجها والعبادة، خاصة في شهر رمضان المبارك، وذلك بأن يأخذ كل واحد حقه بالتراضي، بشرط عدم إهمال نفسها.
ويركز على أهمية الاستعانة بالله تعالى، حيث إنها تعطي الصبر والقدرة على التحمل، وعند حدوث المشاجرات والتوتر والعصبية يأتي دور الزوجة بالاستعانة بذكر الله أينما كانت، لأنه حلّ لكل الهموم والمصائب ويملأ القلوب بالسكينة والطمأنينة.
ويضيف أنه عند غضب الزوج لا يجب أن تقابله الزوجة بالغضب نفسه؛ مما يزيد الأمر سوءا، وعليها أن تنتظر، وعندما يهدأ تستطيع الحوار والمناقشة معه حتى تسود المودة والرحمة بينهما.صور
يُمكن الحديث عن أهمية إعادة ترتيب الأولويات الشخصية والمهنية خلال شهر رمضان، حيث يُشجع على التركيز على الأمور الأساسية والتي تسهم في بناء العلاقات وتعزيز التواصل الاجتماعي. يُمكن أيضًا التحدث عن فعاليات التطوع في المجتمع وكيف يمكن للأفراد المساهمة في تحسين أوضاع الفقراء والمحتاجين خلال هذا الشهر الفضيل.
علاوة على ذلك، يمكن التركيز على الأنشطة الدينية ومسابقات في حفظ وتجويد القران الكريم كما يمكن المداومة على أداء صلاة التراويح التي تعزز الروحانية والتأمل.
يتعين أيضًا التطرق إلى فهم أهمية التسامح والصفح خلال هذا الشهر، حيث يُشجع على مسامحة الأخطاء والسماح للآخرين بالاعتذار والمصالحة. يُظهر ذلك كفيل بتعزيز التفاهم والسلام في المجتمع.
وفي النهاية، يُمكن إضافة توجيه القراء إلى أهمية الاستمرار في هذه العادات والأنشطة الاجتماعية حتى بعد انتهاء شهر رمضان، لبناء علاقات دائمة ومستدامة وتحسين العالم من حولهم.