تحدث الكثيرون عن أن "العلاقات معقدة"، وهذا التصريح أصبح شائعًا لدرجة أنه أصبح يُعَدُّ مجرد تصوير متكرر ومُبَتَّذَلاً في الوقت الحاضر، لكنه في الوقت ذاته صحيح بلا شك. فحتى في أوقات السلام والهدوء، يمكن للتوترات والتحديات اليومية أن تخلق صراعات تبدو غامضة وكأنها لا تقبل الحل. تُعد استشارات العلاقات أداة قيمة تساعد الأفراد في التغلب على تلك التحديات وتحسين علاقاتهم، مما يساهم في جعلهم شركاء أفضل عمومًا.
هذا المقال يلقي الضوء على جوانب استشارات العلاقات، بما في ذلك متى يكون لها فائدة، وما الذي يمكن توقعه منها، وكيفية العثور على مستشار مؤهل.
فما هي استشارات العلاقات؟
استشارات العلاقات، المعروفة أيضًا باسم استشارات الأزواج أو علاج الأزواج، تُعَدُّ نوعًا من العلاج النفسي يركز على مساعدة الأفراد في تحسين علاقاتهم الرومانسية. من خلال العمل مع المستشار، يمكن للأزواج استكشاف التحديات التي تواجه علاقتهم، والعمل على تحسين التواصل بينهم، وتطوير التفاعلات الإيجابية، وحل النزاعات.
على الرغم من أن استشارات العلاقات غالبًا ما تُستَخدم لمعالجة المشاكل القائمة، فإنها يمكن أن تكون مفيدة في أي مرحلة من حياة العلاقة. حتى الأزواج الذين يعيشون علاقات صحية ومستقرة يمكن أن يستفيدوا من الاستشارة لتعزيز التواصل وتقوية الروابط بينهم.
متى يجب طلب استشارة العلاقات؟
يُعتَقَد من قبل الكثيرين أنه ينبغي طلب المشورة في مجال العلاقات فقط عندما يكون الانفصال أو الطلاق حلاً واضحًا، ولكن هذا الاعتقاد غالبًا ما يكون محدودًا ويأتي بعد فوات الأوان. يجب أن يبدأ الاهتمام بالعلاقة فور ظهور المشاكل في الحياة اليومية. وفيما يلي بعض العلامات التي قد تشير إلى ضرورة طلب الاستشارة:
- الصعوبة في التعبير عن المشاعر بصراحة.
- وجود صراعات غير قابلة للحل بينكم.
- تراجع أو انخفاض في جودة التفاعلات وزيادة في التوتر.
- تأثر حياتك اليومية بحوادث مؤلمة.
- صعوبة في اتخاذ القرارات المشتركة.
- مواجهة الخيانة أو الإدمان أو السلوكيات الضارة الأخرى.
- الرغبة في بناء علاقة أقوى.
لا يوجد أي سبب خاطئ لطلب المشورة في مجال العلاقات. فبعض الأزواج يلجؤون إلى العلاج حتى في بداية علاقاتهم، حتى دون وجود مشاكل واضحة، لتعزيز التواصل وتوطيد العلاقة ومنع ظهور المشاكل المستقبلية. يمكن للمستشارين أن يساعدوا في تعزيز مهارات التواصل وتحسين الروابط العائلية وزيادة السعادة الأسرية.
ويجب أن يُلاحَظ أنه في المتوسط، ينتظر الأزواج لمدة تصل إلى ست سنوات قبل طلب العلاج. هذه فترة زمنية طويلة يمكن أن تزيد من تفاقم المشاكل، وفي هذه المرحلة يمكن أن يكون من الصعب إصلا
كيفية اكتشاف مقدمي الرعاية للعلاقات
يوجد عدد من الفنانين في ميدان الصحة النفسية الذين يمكنهم تقديم العلاج للعلاقات، من ضمنهم علماء النفس السريريين، ومعالجي الزواج والأسرة المسجلين، والمستشارين المرخصين، والأخصائيين الاجتماعيين السريريين المعتمدين. يجب أن نلاحظ أن على الرغم من أن تركيز تخصصهم يكون على "الزواج"، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن الشخص يجب أن يكون متزوجًا للاستفادة من خدمات الاستشارات العلاقاتية.
عند البحث عن مقدم الرعاية، قد يكون طلب المواصفات من أشخاص تعرفهم طريقة فعالة لبدء رحلتك. في المناطق الحضرية، قد يكون هناك مئات المقدمين المؤهلين، وهذا يمكن أن يجعل الاختيار أمرًا صعبًا.
إذا كنت لا تستطيع العثور على إحالات من أشخاص تعرفهم، فهناك العديد من الطرق الأخرى للعثور على مقدم الرعاية المناسب، بما في ذلك الاستفادة من الأدلة المهنية والبحث عبر الإنترنت عن الاستشارات العلاقاتية، إذا كان ذلك أكثر ملاءمة لك ولشريكك.
استغل الاستشارة المجانية التي يقدمها العديد من مقدمي الرعاية للعملاء الجدد. هذه الفترة تعتبر فرصة رائعة لتقييم ما إذا كان المقدم يتناسب مع احتياجاتك وأسلوبك وميزانيتك. تلعب العلاقة بين مقدم الرعاية والعميل دورًا هامًا في تجربة العلاج، وعليك اتخاذ قرار مناسب بحكمة.
كيفية اكتشاف مقدم الرعاية
الاستشارات العلاقاتية عبر الإنترنت
إذا كان العلاج الوجه لوجه التقليدي غير فعال بالنسبة لك ولشريكك، فإن الاستشارة عبر الإنترنت قد تكون بديلًا جيدًا. هناك عدة أسباب قد تجعلك تفضل تجربة العلاج عبر الإنترنت:
- إذا كنتما تعيشان في مواقع مختلفة: قد يكون هذا الخيار مناسبًا للأزواج الذين يعانون من العلاقات عن بعد أو الذين ينوون الانفصال الدائم، حيث يتيح لهم خدمات العلاج عبر الإنترنت المشاركة رغم الانفصال الجغرافي.
- إذا كنتما تسافران بانتظام بسبب العمل: توفر الخدمات عبر الإنترنت للأشخاص الفرصة للاستفادة من الاستشارة بغض النظر عن انشغال جداولهم الزمنية أو مواقعهم الجغرافية.
- إذا لم تكن مرتاحًا بالعلاج التقليدي: يمكن أن يجد بعض الأشخاص العلاج الوجه لوجه صعبًا أو غير مريح، وفي هذه الحالة، قد تكون الحلول عبر الإنترنت أكثر ملاءمة وسهولة.
- تستخدم خدمات العلاج عبر الإنترنت أدوات مثل الدردشة عبر الإنترنت وجلسات الفيديو والمكالمات الهاتفية، مما يتيح للأزواج التواصل مع مقدم الرعاية وبعضهم البعض.
ماذا ينتظرك في الجلسات الأولى؟
في البداية، ستركز الجلسات القليلة الأولى من العلاج على استكشاف تاريخك والمسائل التي تتطلب حلاً. يجب عليك أن تكون مستعدًا للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بعلاقاتك السابقة، وعائلتك، وطفولتك، وتجاربك في العلاقات قبل العلاقة الحالية. من المحتمل أيضًا أن يكون المعالج مهتمًا بإجراء مناقشات جماعية وفردية مع الجميع.
أسلوب العلاج:
طريقة العلاج التي سيتبعها المعالج تعتمد على تفضيلاته الشخصية والتدريب الذي حصل عليه. أحد الأساليب الشائعة في علاج العلاقات هو العلاج المركز عاطفيًا (EFT)، الذي يركز على تعزيز الارتباط الصحي بين أفراد العلاقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا أساليب أخرى مثل علاج الإيماجو وطريقة جوتمان. يُنصح بمناقشة خيارات العلاج مع المعالج واختيار الأنسب لحالتك.
كيفية جعل العلاج فعالًا:
العلاج الفعال يتطلب تعاونًا من الطرفين، وليس فقط مهارات المعالج. هناك بعض الأمور التي يمكنك فعلها لجعل جلسات العلاج أكثر فعالية، مثل:
- كن صادقًا: لا تكذب على المعالج. الصدق يساعد في الوصول إلى جذور المشاكل وحلها.
- تحمل عدم الراحة: قد يكون العلاج غير مريح لأنه يكشف عن حقائق جديدة، لكن يجب تقبل هذا والعمل على التحسن.
- استمع لشريكك: الاستماع إلى وجهات نظر الشريك مهم لبناء الفهم المتبادل.
- ضع في الوقت المناسب: العلاج يتطلب جهدًا وصبرًا، لذا يجب الالتزام بالمواعيد وتنفيذ الواجبات المنزلية المطلوبة.
إذا كان شريكك غير مستعد للعلاج:
قد لا يكون شريكك مهتمًا بالمشاركة في العلاج، وفي هذه الحالة يجب أن تركز على العمل على نفسك وحل المشاكل الشخصية. يمكن أن يكون العلاج الفردي مفيدًا أيضًا.
ختامًا، يمكن للعلاج العلاقات أن يحقق تأثيرًا إيجابيًا واسع النطاق، حيث يساعد في فهم جذور المشاكل وتطوير آليات التواصل. إذا كنت تواجه صعوبات في علاقتك، فقد تجد الاستشارة مفيدة لتحقيق تغييرات إيجابية.